«خمسة كومبيوترات».. لعالم المستقبل
بنى أساسية عملاقة تجهز بوسطاء لتسيير الأعمال وتفصيلها حسب احتياجات الزبائن
|
لندن : «الشرق الأوسط»
من المحتمل أن تكون وسائل الاعلام بشأن التصور الشهير الذي نسبته خطأ الى توماس غاي واطسون رئيس شركة «آي بي إم» القائل إن هناك سوقا عالمية لخمسة كومبيوترات فقط. لكن رئيس قسم التقنيات في شركة «صن مايكروسيستمز» غريغ بابادوبليس يعتقد أن الفكرة، أو الرأي هذا، سيعم وينتشر في النهاية.
يقول بابادوبليس في موقع الـ «بلوغ»، «ان العالم يحتاج الى خمسة كومبيوترات فقط» لكنه أدرج سبعة، وهي «غوغل» و«إي باي» و«أمازون. كوم» و«مايكروسوفت» و«ياهو» و«سايليس فورس. كوك» وما سماه «كومبيوتر الصين العظيم». لكن لنحاول تبسيط الأمور، فهو يحاول هنا ان يقول انه ستكون هناك خمس خدمات كومبيوترية عالمية عملاقة عريضة النطاق تقريبا ستعمل على مستوى كبير جدا.
* نظم عملاقة وتقوم «صن» بخدمة الزبائن العالميين على نطاق واسع جدا، لذلك ليس من المستغرب أبدا ان يرى علماؤها التقنيون العالم عبر مركز معلومات من الزجاج الزاهي الألوان. لكن نظرة هذه الشركة التي مقرها في سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا، كانت دائما موجهة الى الهدف الصحيح أكثر من مرة، لا سيما في ما يتعلق بتوقع ظهور الانترنت وازدهارها.
وكان بابادوبليس قد اسهب في وصف رؤيته في حديث الى «سي نت نيوز» ردا على سؤال حول قوله انه لن يكون هناك أكثر من خمسة الى ستة «أجهزة كومبيوتر» في مرحلة ما في المستقبل، وأن هذا كل ما يحتاجه العالم، إذ قال «اننا سنرى (عملية) تجمع وتركيز حول «الحجم» الكبير والكفاءة العالية التي يتميز بها هذا الحجم. وعلينا ان نقف وراء بعض الأحجام الكبيرة المهمة. وحالما يتم ذلك، تشرع تلك النظم العملاقة في امتصاص الأخرى الأقل خبرة وكفاءة في عالمنا الحالي الكبير الموزع والمنتشر جدا في نظمه المتعددة. ما هو تعريفه للكومبيوتر؟ يقول الباحث ان أغلبية الناس تعتقد انه مجرد جهاز «بي سي» شخصي، أو ربما خادم، رغم أن بعضهم يعتقد انه النظام الذي تشغله «إي باي» المكون من نحو 8000 كومبيوتر، أو ما أشبه. ويضيف ان ما يعنيه هنا هو أن غوغل تشغل كومبيوترا مزودا بمئات الآلاف من المعالجات والملايين من مشغلات الأقراص، لكنه بعد كل هذا، ليس سوى كومبيوتر ليس إلا. والتمييز المهم هنا هو أن هناك نقطة تحكم، التي تقرر نوع البرنامج الذي يتوجب تشغيله، وبالتالي تعمل المنظومات بصورة جماعية لتأمين نوع من الخدمة.
إذن، بموجب هذا التعريف هل يعتقد بابادوبليس أنه سيكون هناك فقط أربعة أو خمسة أو ستة من هذه الكومبيوترات؟ يعتقد بابادوبليس أنه سيكون هناك خمس أو ست شركات طاقة متعددة الجنسيات. ويقول ان هناك حاليا مئات من شركات الطاقة المتعددة الجنسيات، لكن هناك فقط خمساً أو ستاً منها التي وصلت الى مرحلة القدرة على القيام بكل الأشياء بكفاءة واقتدار. واذا كانت هناك جهة يفوق حجمها عشر مرات حجم الجهة الأخرى فإنها ستكون قادرة في هذه الحالة على انفاق المزيد من المال على الأبحاث والتطوير والهندسة. ومثل هذه الأحجام الكبيرة قادرة على الاستثمار بصورة أكبر على الهندسة لكي تصبح أكثر كفاءة.
هذا هو معنى المنظومات الكبيرة. وسواء كانت خمس، أو ست، أو 12 مرة ضعف الحجم العادي فليس هذا المقصود. المقصود هو الاندماج والتماسك حول الأحجام والنطاقات الكبيرة.
ولكن ما الذي سيحصل للآخرين؟ وكان جونثان شوارتز المدير التنفيذي لـ «صن» قد استخدم عيادة طبيب الأسنان في الشارع المجاور كمثال، فقد انتهى هؤلاء الاطباء بأن تحولوا الى مستأجرين في عيادات أكبر، أو تابعين لها.
* برمجيات الشبكة متى سيتوقف الناجون منهم من تطوير برمجيات لبعض الزبائن من العيار الثقيل؟ على ذلك يجيب بابادوبليس بقوله هذا ما يحصل فعلا، وهذا يدعى «تقديم البرمجيات كخدمة» الذي يعني وضع دوائر تقنيات المعلومات وتشغيلها عن طريق الشبكة. أي لا تقوم المؤسسات بشراء البرامج بل تبتاع ما ينتج عنها. ومثل هذا العمل ستبدأ به المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. و«إي باي» هي مثال رئيسي للأعمال الصغيرة التي امتصتها الخدمات. والأشخاص الذين يسجلون محلاتهم مع «إي باي» هم في الواقع يستهلكون خدمة من الخدمات، وبالتالي يساهمون في «إي باي» أكثر كبرا وضخامة بدلا من شراء خادم أو كومبيوتر ووضعه على مكاتبهم.
واذا كان هناك تنوع كبير للزبائن الصغار العاملين عبر هذه البنى التحتية الكبيرة فانه يتوجب على هذه البنى استيعاب هذا التنوع. ولكن عند النظر الى «إي باي» اليوم نرى فيه مزادات علنية وعمليات بيع مباشرة. ولدى النظر الى «أمازون» نرى فيها تجارة الكترونية. ثم عندما ننظر الى كل الأعمال التجارية في العالم التي تستخدم الكومبيوتر اليوم، نرى انها تستخدمها لتصريف جميع الأمور والأعمال، فهل هذا يعني ان «أمازون» ستصبح نوعا من البنية الأساسية لجميع الأغراض الكومبيوترية التي تعمل حسب جميع التفصيلات المختلفة التي يطلبها الزبائن؟ ان هذا الأمر يبدو وظيفة، أو شخصية مغايرة تماما لشخصية «إي باي»، أو «أمازون» لما هي عليه اليوم؟ على ذلك يوافق بابادوبليس بالقول انه يرى مثل هذا الاتجاه، فهاتان المؤسستان تجريان اختبارات في عالم الكومبيوتر المرن. وسيكون هناك أشخاص متخصصون في أنواع محددة من الأعمال. أما بالنسبة الى الشركات والأعمال الصغيرة اليوم، أو الناشئة حديثا، فيمكن الحصول على الخدمات من مزودي الخدمة، والبريد الالكتروني من مكان آخر، والخدمات المتعلقة بالمبيعات والعلاقات مع الزبائن ستجري من مكان ثالث، وستكون واجهة المحل في مكان رابع. لكن سيكون هناك أشخاص يقومون بدمج كل هذه الأمور في وحدة واحدة في المستقبل.
* بنى أساسية أي ان رؤية بابادوبليس كبداية هي قيام بنى أساسية عملاقة تجهز بوسطاء لتسيير الأمور وتفصيلها حسب احتياجات الزبائن. لكنه يشك في ما اذا كان الوسطاء سيستمرون ويبقون، أو انهم سيجري امتصاصهم هم الآخرين ايضا. ونحن نرى على سبيل المثال ماذا تفعل «أميركان اكسبريس» مع الأعمال الصغيرة التي استولت على جميع أعمالها وامتصت حتى خدمات الوساطة التي تقوم بها.
وردا على سؤال حول متى سيحصل هذا الاندماج يعلق بابادوبليس على ذلك بقوله إن الاندماج هذا يحصل الآن. وأضاف «علينا أن نضع السؤال في صيغة أخرى وهي: ماذا سينتج عن جميع العمليات الكومبيوترية؟ ان الإنفاق العالمي الكامل على تقنية المعلومات والاتصالات هو في حدود 2.5 تريليون الى 3 تريليونات دولار. ومعظم هذا المبلغ لا ينفق على العمليات هذه، بل على الأشخاص والبرمجيات والكثير من الخدمات. أما بالنسبة الى هذه الكومبيوترات الكبيرة (أي الشركات العملاقة) فان غالبية المال ينفق على المعدات لكونها تعمل بكفاءة أكبر، فهذا العالم الجديد فعال وكفوء جدا وأغلبية الدولارات المستثمرة تنفق على تأدية الأعمال بدلا من دفعها الى المؤسسات أو الأشخاص. أما على صعيد الانفاق على المواد الكومبيوترية فسنرى التحول قبل نهاية العقد الحالي. وحول الاعتقاد السائد أن شركة «صن» متطورة على صعيد الرؤية المستقبلية، لكنها ضعيفة في ما يتعلق بالتنفيذ، والسبيل الى تموين وتزويد جميع هذه البنيات الأساسية التي ستقوم في الوقت التي كانت هذه الشركة تكافح للبقاء والاستمرار خلال السنوات الماضية أجاب: «المهم في كل هذا اننا نعتقد في الاستثمار في الأبحاث والتطوير والمردود الذي ينتج عن الابتكارات. والكثير من الرؤية هذه نستخدمها لتوجيه حقيبة الاستثمارات. ونحن ننهج سبيل الجمع بين الرؤية والواقع، وسجلنا جيد هنا، وسنحاول استخلاص الكثير من الأرباح من هذا السبيل بدلا من الذهاب الى استغلال قطاع من السوق قد لا ينفع في المستقبل». وأضاف: «اذا صادف وكنت في زيارة الى شركتنا فقد تسمع الكثير عن الأبحاث والتطوير وتطويعهما كي يلاقيا الواقع الذي اسميه هنا الكفاءة المتناهية. انك لا تستطيع أن تبيع منتجات ضعيفة الى عالم يبدو مثل هذا، والذي يعني كفاءة الأداء في الواط الواحد (أي مقابل قدرة كهربائية تبلغ واط واحدا)، في الدولار الواحد، في الوحدة الواحدة. هذه هي الانتاجية الفعلية التي تقيس الخدمات تحت وطأة الضغوط والمتطلبات. بل انها أكثر من ذلك بكثير، انها حول تصميم محطات طاقة كبيرة بمقدورها خدمة مدينة برمتها وتصميم مولدات طاقة يمكن حملها ونقلها. هذا هو نوع الهندسة الكبيرة التي نحاول الوصول اليها».
وحول ما اذا كان المستخدمون في الطرف الآخر من الخط هم مركز ثقل هذا العالم الجديد للعمليات الكومبيوترية، فلماذا لا يستحوذون هم على وسائل تصميم وانتاج المعدات الكومبيوترية بأنفسهم، يعلق بابادوبليس بالقول: «اذا ما نظرنا الى الأسواق الأخرى اليوم نرى أنه كلما جرى تجربة مثل هذا التكامل العمودي فشل الأمر. فأنت عندما تحصل أو تملك شيئا من الجانب الهندسي، فإن خياراتك تبدو محدودة. وفي صناعة النفط هناك الكثير من الشركات التي تزود جميع المعدات والخبرات والاختصاصات والخدمات الأساسية، وهي ناجحة جدا في عملها. وشركات مثل «جنرال الكتريك» أو «رولس رويس» التي تقوم بتزويد محركات الطائرات النفاثة، أو حتى شركة «بوينغ» ذاتها التي تقدم هياكل الطائرات الى صناعة متماسكة قوية للنقل الجوي، هي الأسلوب الناجح، فاذا رغبت اليوم في جني الأرباح من صناعة النقل الجوي، فالأفضل أن تكون مثل «بوينغ» أو «جنرال الكتريك»، بدلا من أن تكون كشركة «اميركان اير لاينز» للطيران. ولا أعتقد أن النهج الذي تختطه «غوغل» حاليا هو الناجح على المدى الطويل، لا سيما عندما تكون هناك «في الأسفل» تقنية تتحرك بسرعة».
من المحتمل أن تكون وسائل الاعلام بشأن التصور الشهير الذي نسبته خطأ الى توماس غاي واطسون رئيس شركة «آي بي إم» القائل إن هناك سوقا عالمية لخمسة كومبيوترات فقط. لكن رئيس قسم التقنيات في شركة «صن مايكروسيستمز» غريغ بابادوبليس يعتقد أن الفكرة، أو الرأي هذا، سيعم وينتشر في النهاية.
يقول بابادوبليس في موقع الـ «بلوغ»، «ان العالم يحتاج الى خمسة كومبيوترات فقط» لكنه أدرج سبعة، وهي «غوغل» و«إي باي» و«أمازون. كوم» و«مايكروسوفت» و«ياهو» و«سايليس فورس. كوك» وما سماه «كومبيوتر الصين العظيم». لكن لنحاول تبسيط الأمور، فهو يحاول هنا ان يقول انه ستكون هناك خمس خدمات كومبيوترية عالمية عملاقة عريضة النطاق تقريبا ستعمل على مستوى كبير جدا.
* نظم عملاقة وتقوم «صن» بخدمة الزبائن العالميين على نطاق واسع جدا، لذلك ليس من المستغرب أبدا ان يرى علماؤها التقنيون العالم عبر مركز معلومات من الزجاج الزاهي الألوان. لكن نظرة هذه الشركة التي مقرها في سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا، كانت دائما موجهة الى الهدف الصحيح أكثر من مرة، لا سيما في ما يتعلق بتوقع ظهور الانترنت وازدهارها.
وكان بابادوبليس قد اسهب في وصف رؤيته في حديث الى «سي نت نيوز» ردا على سؤال حول قوله انه لن يكون هناك أكثر من خمسة الى ستة «أجهزة كومبيوتر» في مرحلة ما في المستقبل، وأن هذا كل ما يحتاجه العالم، إذ قال «اننا سنرى (عملية) تجمع وتركيز حول «الحجم» الكبير والكفاءة العالية التي يتميز بها هذا الحجم. وعلينا ان نقف وراء بعض الأحجام الكبيرة المهمة. وحالما يتم ذلك، تشرع تلك النظم العملاقة في امتصاص الأخرى الأقل خبرة وكفاءة في عالمنا الحالي الكبير الموزع والمنتشر جدا في نظمه المتعددة. ما هو تعريفه للكومبيوتر؟ يقول الباحث ان أغلبية الناس تعتقد انه مجرد جهاز «بي سي» شخصي، أو ربما خادم، رغم أن بعضهم يعتقد انه النظام الذي تشغله «إي باي» المكون من نحو 8000 كومبيوتر، أو ما أشبه. ويضيف ان ما يعنيه هنا هو أن غوغل تشغل كومبيوترا مزودا بمئات الآلاف من المعالجات والملايين من مشغلات الأقراص، لكنه بعد كل هذا، ليس سوى كومبيوتر ليس إلا. والتمييز المهم هنا هو أن هناك نقطة تحكم، التي تقرر نوع البرنامج الذي يتوجب تشغيله، وبالتالي تعمل المنظومات بصورة جماعية لتأمين نوع من الخدمة.
إذن، بموجب هذا التعريف هل يعتقد بابادوبليس أنه سيكون هناك فقط أربعة أو خمسة أو ستة من هذه الكومبيوترات؟ يعتقد بابادوبليس أنه سيكون هناك خمس أو ست شركات طاقة متعددة الجنسيات. ويقول ان هناك حاليا مئات من شركات الطاقة المتعددة الجنسيات، لكن هناك فقط خمساً أو ستاً منها التي وصلت الى مرحلة القدرة على القيام بكل الأشياء بكفاءة واقتدار. واذا كانت هناك جهة يفوق حجمها عشر مرات حجم الجهة الأخرى فإنها ستكون قادرة في هذه الحالة على انفاق المزيد من المال على الأبحاث والتطوير والهندسة. ومثل هذه الأحجام الكبيرة قادرة على الاستثمار بصورة أكبر على الهندسة لكي تصبح أكثر كفاءة.
هذا هو معنى المنظومات الكبيرة. وسواء كانت خمس، أو ست، أو 12 مرة ضعف الحجم العادي فليس هذا المقصود. المقصود هو الاندماج والتماسك حول الأحجام والنطاقات الكبيرة.
ولكن ما الذي سيحصل للآخرين؟ وكان جونثان شوارتز المدير التنفيذي لـ «صن» قد استخدم عيادة طبيب الأسنان في الشارع المجاور كمثال، فقد انتهى هؤلاء الاطباء بأن تحولوا الى مستأجرين في عيادات أكبر، أو تابعين لها.
* برمجيات الشبكة متى سيتوقف الناجون منهم من تطوير برمجيات لبعض الزبائن من العيار الثقيل؟ على ذلك يجيب بابادوبليس بقوله هذا ما يحصل فعلا، وهذا يدعى «تقديم البرمجيات كخدمة» الذي يعني وضع دوائر تقنيات المعلومات وتشغيلها عن طريق الشبكة. أي لا تقوم المؤسسات بشراء البرامج بل تبتاع ما ينتج عنها. ومثل هذا العمل ستبدأ به المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. و«إي باي» هي مثال رئيسي للأعمال الصغيرة التي امتصتها الخدمات. والأشخاص الذين يسجلون محلاتهم مع «إي باي» هم في الواقع يستهلكون خدمة من الخدمات، وبالتالي يساهمون في «إي باي» أكثر كبرا وضخامة بدلا من شراء خادم أو كومبيوتر ووضعه على مكاتبهم.
واذا كان هناك تنوع كبير للزبائن الصغار العاملين عبر هذه البنى التحتية الكبيرة فانه يتوجب على هذه البنى استيعاب هذا التنوع. ولكن عند النظر الى «إي باي» اليوم نرى فيه مزادات علنية وعمليات بيع مباشرة. ولدى النظر الى «أمازون» نرى فيها تجارة الكترونية. ثم عندما ننظر الى كل الأعمال التجارية في العالم التي تستخدم الكومبيوتر اليوم، نرى انها تستخدمها لتصريف جميع الأمور والأعمال، فهل هذا يعني ان «أمازون» ستصبح نوعا من البنية الأساسية لجميع الأغراض الكومبيوترية التي تعمل حسب جميع التفصيلات المختلفة التي يطلبها الزبائن؟ ان هذا الأمر يبدو وظيفة، أو شخصية مغايرة تماما لشخصية «إي باي»، أو «أمازون» لما هي عليه اليوم؟ على ذلك يوافق بابادوبليس بالقول انه يرى مثل هذا الاتجاه، فهاتان المؤسستان تجريان اختبارات في عالم الكومبيوتر المرن. وسيكون هناك أشخاص متخصصون في أنواع محددة من الأعمال. أما بالنسبة الى الشركات والأعمال الصغيرة اليوم، أو الناشئة حديثا، فيمكن الحصول على الخدمات من مزودي الخدمة، والبريد الالكتروني من مكان آخر، والخدمات المتعلقة بالمبيعات والعلاقات مع الزبائن ستجري من مكان ثالث، وستكون واجهة المحل في مكان رابع. لكن سيكون هناك أشخاص يقومون بدمج كل هذه الأمور في وحدة واحدة في المستقبل.
* بنى أساسية أي ان رؤية بابادوبليس كبداية هي قيام بنى أساسية عملاقة تجهز بوسطاء لتسيير الأمور وتفصيلها حسب احتياجات الزبائن. لكنه يشك في ما اذا كان الوسطاء سيستمرون ويبقون، أو انهم سيجري امتصاصهم هم الآخرين ايضا. ونحن نرى على سبيل المثال ماذا تفعل «أميركان اكسبريس» مع الأعمال الصغيرة التي استولت على جميع أعمالها وامتصت حتى خدمات الوساطة التي تقوم بها.
وردا على سؤال حول متى سيحصل هذا الاندماج يعلق بابادوبليس على ذلك بقوله إن الاندماج هذا يحصل الآن. وأضاف «علينا أن نضع السؤال في صيغة أخرى وهي: ماذا سينتج عن جميع العمليات الكومبيوترية؟ ان الإنفاق العالمي الكامل على تقنية المعلومات والاتصالات هو في حدود 2.5 تريليون الى 3 تريليونات دولار. ومعظم هذا المبلغ لا ينفق على العمليات هذه، بل على الأشخاص والبرمجيات والكثير من الخدمات. أما بالنسبة الى هذه الكومبيوترات الكبيرة (أي الشركات العملاقة) فان غالبية المال ينفق على المعدات لكونها تعمل بكفاءة أكبر، فهذا العالم الجديد فعال وكفوء جدا وأغلبية الدولارات المستثمرة تنفق على تأدية الأعمال بدلا من دفعها الى المؤسسات أو الأشخاص. أما على صعيد الانفاق على المواد الكومبيوترية فسنرى التحول قبل نهاية العقد الحالي. وحول الاعتقاد السائد أن شركة «صن» متطورة على صعيد الرؤية المستقبلية، لكنها ضعيفة في ما يتعلق بالتنفيذ، والسبيل الى تموين وتزويد جميع هذه البنيات الأساسية التي ستقوم في الوقت التي كانت هذه الشركة تكافح للبقاء والاستمرار خلال السنوات الماضية أجاب: «المهم في كل هذا اننا نعتقد في الاستثمار في الأبحاث والتطوير والمردود الذي ينتج عن الابتكارات. والكثير من الرؤية هذه نستخدمها لتوجيه حقيبة الاستثمارات. ونحن ننهج سبيل الجمع بين الرؤية والواقع، وسجلنا جيد هنا، وسنحاول استخلاص الكثير من الأرباح من هذا السبيل بدلا من الذهاب الى استغلال قطاع من السوق قد لا ينفع في المستقبل». وأضاف: «اذا صادف وكنت في زيارة الى شركتنا فقد تسمع الكثير عن الأبحاث والتطوير وتطويعهما كي يلاقيا الواقع الذي اسميه هنا الكفاءة المتناهية. انك لا تستطيع أن تبيع منتجات ضعيفة الى عالم يبدو مثل هذا، والذي يعني كفاءة الأداء في الواط الواحد (أي مقابل قدرة كهربائية تبلغ واط واحدا)، في الدولار الواحد، في الوحدة الواحدة. هذه هي الانتاجية الفعلية التي تقيس الخدمات تحت وطأة الضغوط والمتطلبات. بل انها أكثر من ذلك بكثير، انها حول تصميم محطات طاقة كبيرة بمقدورها خدمة مدينة برمتها وتصميم مولدات طاقة يمكن حملها ونقلها. هذا هو نوع الهندسة الكبيرة التي نحاول الوصول اليها».
وحول ما اذا كان المستخدمون في الطرف الآخر من الخط هم مركز ثقل هذا العالم الجديد للعمليات الكومبيوترية، فلماذا لا يستحوذون هم على وسائل تصميم وانتاج المعدات الكومبيوترية بأنفسهم، يعلق بابادوبليس بالقول: «اذا ما نظرنا الى الأسواق الأخرى اليوم نرى أنه كلما جرى تجربة مثل هذا التكامل العمودي فشل الأمر. فأنت عندما تحصل أو تملك شيئا من الجانب الهندسي، فإن خياراتك تبدو محدودة. وفي صناعة النفط هناك الكثير من الشركات التي تزود جميع المعدات والخبرات والاختصاصات والخدمات الأساسية، وهي ناجحة جدا في عملها. وشركات مثل «جنرال الكتريك» أو «رولس رويس» التي تقوم بتزويد محركات الطائرات النفاثة، أو حتى شركة «بوينغ» ذاتها التي تقدم هياكل الطائرات الى صناعة متماسكة قوية للنقل الجوي، هي الأسلوب الناجح، فاذا رغبت اليوم في جني الأرباح من صناعة النقل الجوي، فالأفضل أن تكون مثل «بوينغ» أو «جنرال الكتريك»، بدلا من أن تكون كشركة «اميركان اير لاينز» للطيران. ولا أعتقد أن النهج الذي تختطه «غوغل» حاليا هو الناجح على المدى الطويل، لا سيما عندما تكون هناك «في الأسفل» تقنية تتحرك بسرعة».
